بصوت د. علي بن تميم<br /><br />من روائع الشعر العربي، ومن أجمل وأندر قصائد الأم ورثائها، قالهـا الشاعر الكبير أبو فراس الحمـداني حين كان أسـيرا في القسطنطينيـة وأمـه في الشام بعيـدة، وقد بلغته وفاتها. <br />وتعتبر من أشهر وأجمل "الروميات" لديه، أي القصائد التي كتبها خلال أسره من قبل الروم. <br /><br />أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ، بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ!<br />أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ، تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!<br />إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ، فمنْ يدعو لهُ، أو يستجيرُ؟<br />حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ!<br />لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير<br />لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ أجرتيهِ، وقدْ قلّ المجيرُ!<br />أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير<br />إلى منْ أشتكي ولمنْ أناجي، إذا ضاقتْ بما فيها الصدور؟<br />بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى؟ بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ؟<br />بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ